السبت، 27 فبراير 2010

يقولون .. أننا نصمت !

بسم الله ..

سؤال من الفطرة .. !
رؤية الألم /الأمل في الوجوه المؤمنة في المقدس و أكناف بيت المقدس ، دائماً ما تفتح سؤالاً بريئاً يقول "ثمّ ماذا ؟

أسئلة كهذه أشبه بكونها أسئلة (علكية) ! تمضغ مراراً ولا أحد يعلم متى ستفكّك كفاية


يقال أنّا صامتون ، نائمون ، لا نكترث
أحقاً ؟

أعني ..
بقدر قوّة الصمت في توصيف الحال - العام - أجده عاجزاً عن إشباع حاستي وصفيّة
لا .. لست أوافق على وصفنا بالصّامتين ! ليس تحديداً أعني

طالما تحدّثنا ، عبّرنا ، اتّهمنا ، و ربما صرخنا لكنّ جزءاً آخر منّا هو الساكن وحتماً "ليس الألسنة "
حتّى أنني كدت أقول أننا في أحوج ما نكون إلى (الصمت) ! باعتبار أننا لا نفعل شيئاً سوى التّحدث ، ولم نتجاوزه كثيراً بعد

أتعلمون ما أعتقد ؟
في الوقت الراهن على الأقل .

أنّنا من كثرة حديثنا عن مشكلة - صمت - أصبحنا نتحدث ونتحدّث فقط !
ومن كثرة الحديث عن حالة - النوم - ما زلنا لم نتجاوز ( يقظة المفجوء ) الذي يهبّ فجأة ! ثم يسقط

صدّقوني أنّ المعلّم الذي حفّظنا صغارنا أنّ فهم السؤال نصف الإجابة ، كان يحفّظنا فصلاً من الحكمة 
أنا أعتقد أنّ المسألة جديرة بطرح المشكلة في قوالب إستفهاميّة جديدة وليس الاكتفاء بتجاوز الوصف البسيط الكامن في تعابيرنا العفويّة

أنا لا أقول أننا كنّا أغبياء منذ البداية ولم نعي أنّ المشكلة أكبر من مجرد - الصمت - !
أو أنني فتح لعقلي معرفة مالم يسبق إليه الأولين .. !  ^^

لكن فقط وبكل براءة وعفوية أدعو إلى توسيع الدائرة الوصفية ، إلى الإبقاء على مجموعة أكبر وأكثر أصالة من الإشكاليات حاضرة بوضوح واتقاد في الذهن الجمعي للخروج بردود أفعل (عفويّة ) أجمل و أقوى و أوثق و أقرب

و كلّ ذلك من باب ( لعلّ )
^^" !


لنقل مثلاً ..
ماذا لو تحدّثنا دائماً عن - إشكالية أولويات - كمقالة وصفية معتادة للتعبير عن حزمة المشكلات التي نعيشها ؟
- على ما أفترض - أنّ الفعل الشعبي سيتّجه تلقائياً إلى مناطق ومساحات لم يستخدمها من قبل  ، و - على ما أفترض أيضاً - أننا بدلاً من أن نخرج بخمس آلاف مطوية تتحدّث عن حصار غزّة باعتبار أن الإشكالية المطروحة إشكالية صمت ! ، سنخرج بـ - لنقل مئة - فرد أو مؤسسة - أعادت ترتيب أولوياتها بشكل أفضل  !

ألا يبدو هذا لطيفاً .. ؟  


أعلم يقيناً .. أنني - أحلم - بكتابة ما أكتبه الآن ! وصدّقوني بقدر ما فيه من عفوية وتخريف !
أجدني مبسوطاً يتمنّى !

الأحد، 14 فبراير 2010

البعد المعرفي الفطرة

أفترض
أن للفطرة بعد فكري ومعرفي ، يكمن في الاستعداد الفطري في الانسان للتفكير والافتراض ابتداءً من مناطق محدّدة ، أي أن ثمّة أفكار ومفاهيم لا تولد معي بطبيعة الحال لكنّني مستعد فطرياً بسبب تركيبتي العقلية النفسية لاحتوائها واستنتاجها واستبطانها .

مثل مفهوم الانتماء ، مفهوم السببيّة ، مفهوم الملكيّة .

ثنائيات !

أفترض
أنّ الخاصيّة الثنائيّة أصل في التركيب الكوني ، كأننا نمثّل مساحة الإلتقاء بين النقائض . كلّ شيء فيه مركّب من نقيضين مجتمعين في وجود واحد يحمل خصائص مركّبة عبارة عن ثنائيات مندمجة بشكل جدلي
الإنسان على سبيل المثال ،  فكلّ إنسان تتجدّل فيه حبائل الخيّر والشر مثلاً لا أقول بتناقض وإنما باندماج جدلي ثنائي .. هناك أيضاً "الخير الشر"العقل العاطفة "الذكر الأنثى "الفيزيائي الميتافيزيائي"المادي الموجي "الفردي المجتمعي " الحرية المسؤولية "الطين الروح " اللذة الألم
 
ما يجعل الانحياز الكامل إلى إحدى الجديلتين إشكال سنّة كونية ، مع أنّه لا يعدّ ممكناً بإطلاق .

الاثنين، 8 فبراير 2010

فراغ أخّاذ ..

سؤال الإصلاح رغم مركزيّته إلا أنّه لا يتوقّف عن كونه مصدر حيره.
نقطة ابتداء عالية الجاذبيّة ! مهما تكرّرت في تجاربك تظل موضع ارتباك وتردد

أنا هنا كمن يعبّر عن امتعاضه من ضعفنا أمام هذا السؤال .

رغم أنّ ثقتي بالقدرة الشفائية للزمان كثيراً ما تظهر في منطق أجوبتي ، إلّا أني لا أرضاها لهذا الجواب تحديداً .
أجدني رافضاً بالكليّة لابتلاعي - التصريفة -  الساخرة (نصلح ايش والا ايش ) رغم اقترابها المقنع من معطيات الواقع .

ولا أتحمّس كثيراً للقائلين بأثر الفراشة تحت منطق ( افعل أي شيء تستطيعه ، صدّقني ستغيّر ) رغم قوّتها التاريخيّة واقترابها من الكثير من مكوّنات نفسيتي المتفائلة عادةً

يقتلني أملي المكرر هنا .. !
أعرف مدى إيغالنا في أعماق الضياع ، و أثق بنهاية سعيدة في الوقت ذاته .

لم يعد لهذه الحالة الآماليّة ذات المذاق المنعش الحاد ..
وبعد ألف جرعة وجرعة منه .. عند كلّ جرح و كلّ عثرة ، أصبحت أتجرّعه ببرود

كمن يقول - أعلم سننتصر في النهاية - و ماذا بعد ؟
ليست الاستزادة هنا استفهاماً زمنيّاً عمّا بعد الانتصار
إنّما استفهام كيفي يسأل عن وضوح و عمق و تحديد أكثر في الإجابة

أكره أن أؤول إلى متذمّر لا يقتنع حد - العجز -
و اتساءل في الوقت ذاته إن كانت حالة عدم الرّضا المركّبة هذه و جذورها النقديّة الواسعة و المتتعدّدة تعدّ مقياساً نقديّاً أفضل !

لعلّ هذه صورة من معاناتي في محاولة الدمج بين الشامل والمفصّل عمليّاً ، ما يسمّيه المسيري تركيبه مستحيلة

أريد إتقان المشروع بأكمله في بنىً شاملة وافية مفصّلة مخصّصة

و لا سبيل في ظل القصور الزمني و المهاري للبشر إلا بالاتّجاه نحو التسديد والمقاربة في تحقيق الكمال ، و القبول ببعض ما هو دون (الطموح)
أو بالنّسبة لي - القبول ببعض الألم و الإحباط المعايري -

وحتّى تفهمون - تألّمي - من واقعنا مع سؤال الإصلاح
إليكم هذا الحديث المدجّج بالفراغ المتقن والأخّاذ .. ! دون جدوى تذكر او لا تذكر .. !

مع ذلك كالعادة !
آمل واثقاً أننا سنتغيّر و آمل واثقاً أنني سأغير "

بذلك أعود لشرب الأمل ذاته .. بالمذاق ذاته !
وأعود لامتعاضي ذاته ! فأمسك القلم مرّة أخرى .. ! و أكتب  .