الاثنين، 8 فبراير 2010

فراغ أخّاذ ..

سؤال الإصلاح رغم مركزيّته إلا أنّه لا يتوقّف عن كونه مصدر حيره.
نقطة ابتداء عالية الجاذبيّة ! مهما تكرّرت في تجاربك تظل موضع ارتباك وتردد

أنا هنا كمن يعبّر عن امتعاضه من ضعفنا أمام هذا السؤال .

رغم أنّ ثقتي بالقدرة الشفائية للزمان كثيراً ما تظهر في منطق أجوبتي ، إلّا أني لا أرضاها لهذا الجواب تحديداً .
أجدني رافضاً بالكليّة لابتلاعي - التصريفة -  الساخرة (نصلح ايش والا ايش ) رغم اقترابها المقنع من معطيات الواقع .

ولا أتحمّس كثيراً للقائلين بأثر الفراشة تحت منطق ( افعل أي شيء تستطيعه ، صدّقني ستغيّر ) رغم قوّتها التاريخيّة واقترابها من الكثير من مكوّنات نفسيتي المتفائلة عادةً

يقتلني أملي المكرر هنا .. !
أعرف مدى إيغالنا في أعماق الضياع ، و أثق بنهاية سعيدة في الوقت ذاته .

لم يعد لهذه الحالة الآماليّة ذات المذاق المنعش الحاد ..
وبعد ألف جرعة وجرعة منه .. عند كلّ جرح و كلّ عثرة ، أصبحت أتجرّعه ببرود

كمن يقول - أعلم سننتصر في النهاية - و ماذا بعد ؟
ليست الاستزادة هنا استفهاماً زمنيّاً عمّا بعد الانتصار
إنّما استفهام كيفي يسأل عن وضوح و عمق و تحديد أكثر في الإجابة

أكره أن أؤول إلى متذمّر لا يقتنع حد - العجز -
و اتساءل في الوقت ذاته إن كانت حالة عدم الرّضا المركّبة هذه و جذورها النقديّة الواسعة و المتتعدّدة تعدّ مقياساً نقديّاً أفضل !

لعلّ هذه صورة من معاناتي في محاولة الدمج بين الشامل والمفصّل عمليّاً ، ما يسمّيه المسيري تركيبه مستحيلة

أريد إتقان المشروع بأكمله في بنىً شاملة وافية مفصّلة مخصّصة

و لا سبيل في ظل القصور الزمني و المهاري للبشر إلا بالاتّجاه نحو التسديد والمقاربة في تحقيق الكمال ، و القبول ببعض ما هو دون (الطموح)
أو بالنّسبة لي - القبول ببعض الألم و الإحباط المعايري -

وحتّى تفهمون - تألّمي - من واقعنا مع سؤال الإصلاح
إليكم هذا الحديث المدجّج بالفراغ المتقن والأخّاذ .. ! دون جدوى تذكر او لا تذكر .. !

مع ذلك كالعادة !
آمل واثقاً أننا سنتغيّر و آمل واثقاً أنني سأغير "

بذلك أعود لشرب الأمل ذاته .. بالمذاق ذاته !
وأعود لامتعاضي ذاته ! فأمسك القلم مرّة أخرى .. ! و أكتب  .



0 تعليقات: